يُروى ،، أن شابا كان يسير في الغابة وقد ضل طريق العودة فمشى لمسافات بعيدة واشتد عليه العطش حتى كاد أن يموت عطشا فأخذ يبحث عن قطرة ماء وفجأة وجد جبلين مرتفعين ويسقط من بينهما ماء، ولكن كان ضعيفا جدا بحيث يسقط قطرة قطرة فقط. فبحث في أمتعته فوجد كأسا فوضعه بين الجبلين لعله يمتليء ماءً ليشربه وبعد جهد جهيد ومرور وقت طويل امتلأ نصف الكوب.
فأسرع الشاب ليشربه فإذا بصقر ٍ يقترب منه فضرب الكأس بجناحيه فهوى على الأرض وانسكب الماء .اشتد غيظ الشاب وعاد ليكرر المحاولة مرة أخرى وعندما تجمع القليل من الماء أسرع مجددا ليشربه فتحرك الصقر ليسقط الكأس مرة ثانية. غضب الشاب غضبا شديدا وقال في نفسه سأقتل هذا الصقر إن سكب الماء مرةأخرى.
فكررالمحاولة وعندما أراد أن يشرب عاد الصقر مجددا ليسقط الكأس، فما كان من الشاب إلا أن طعنه بسيفٍ كان ممسكا به في يده الأخرى فسقط الصقر ميتا، وتدحرج الكأس مابين الجبلين فأسرع الشاب ليلتقطه ليعيد المحاولة مرة أخرى، ولكنه فزع عندمارأى ثعبانا كبيرا محبوسا بين الجبلين وفكه متعلق بينهما وما كان الماء سوى سم الثعبان ينعصر ليتدفق بين الجبلين نقطة نقطة فعلم أن الصقر كان يحاول انقاذه من الخطر.
فندم على فعلته كثيرا في وقت لاينفع فيه الندم!!
العبرة
من هنا علينا عدم سوء الظن بالآخرين وتفسير أعمالهم بإيجابية حتى لانخسر اصدقاء أوفياء لنا
* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }.
*قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظنّ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا".
**
وما أحسن ما قال الشاعر:
فلا تظنن بربك ظـن ســـوء.. ... ..فإن الله أولى بالجميل
ولا تظنن بنفسك قطُّ خيـرًا.. ... ..فكيف بظـالم جانٍ جهولِ